سري جدا

الصدق قصر منيف لا يتحرك من مكانه فهو مرهون بقيامته ،
لكن نحن من نغادر ونحن من نخلق التوازن بين الصدق وبين حدود الجرف الهار
الذى يصادفنا كلما فتحنا باباً لقصر الصدق
فنهرب من أقدارنا التي صنعتها المصادفة ورصعتها الآمآل
إلى أقدارنا تلك المحتومه والمختومه بخاتم الفراق
خاتم المغادرة التى هي الطريق الوعر
لكنه برغم وعورته هو اليد الحانيه التي تمتد لتنقذنا فى السقوط فى هاوية مدمره .
نغادر قصر الصدق ونحن نحمل جراحاً ليست كالجراح ،
جراحاً ابتسمت ابتسامة لا تلتئم
وتنزف ضحكاتها القاتله كل لحظهة
وتقتلنا على مهل لكنه القتل الرحيم .
ربما لا ندري أبداً انه قتل رحيم
مشلكة اى اثنين من البشر ان ينظرا الى موضوع واحد ‏
ولكن كل ينظر من جهته فيصبحا المتفقين المختلفين
وربما يتخيل احدهما أن الاخر ذهب وتركه وحيدا
رغم انهما مقـيدان بحقيقة واحده لكن لكل منهما وجهة نظر فيها
وكل منهما يضغط على الاخر ليلوى رقبته لينظر فى اتجاه رؤيته
عزيزتي لابد ان يملك احدهما الجرأه لإنقاذ نفسه وانقاذ الآخر ،
لابد وأن يكون وجهة نظر احدهما هي الصائبه
ويصبح عليه أن يعتلي سور القصر المنيف المرتفع ويقفز إلى هوه البحر المحيط
آملا فى الهروب من قتل محقق إلى قتل محتمل
عزيزتي الموقف ليس دراميا كما نتصور
فأحدهما يملك الحياة ولديه كل الفرص
والآخر تملكه الحياة ولا فرصه لديه
والمغادرة آتية لا ريب فيها
هل ينتظرا أن يسقطا سويا الى هاوية ليست لديهما خطة للخلاص منها ؟
ولا يمكن أن تكون هناك خطه تبعا لقوانين الحياه ، فالنجاه مستحيله
وهنا اصبح الرحيل حلا مثاليا ً
ومبضعاً لجرَّاح يزيل اوراما لحقت بهما وهما لا يدريان ،
بقي أن يفكر الآخر فى السؤال المنطقي :
كيف ادير حياتي ؟
انه السؤال الصعب والسهل في آن
وللإجابة عليه ينبغي التخلص أولاً من كل الآلام
واختلاق الظرف المناسب والقادر على رجم جبال الذكرى إن وجدت
عزيزتي
لم يصل بعد إلى مثواه لتنتظري هناك
لكنه ربما الليله أو غدا او بعد أيام أو أعوام سيكون هناك ربما
ولكن المؤكد أنك لن تكوني هناك فى انتظاره
لانك تعرفين جيدا كيف سيكون مؤلما إن كنت أنت هناك
وأنا أعرف جيدا كم أنت رحيمه به
ولا تريدين قتله مرتين يكفيه مره واحده
الأب يا عزيزتي يموت حينما يتأكد من أن ابناؤه يسعون الى الموات
كوني بخير ولا تنتظري هناك
دعيه يذهب وحده حاملا معه اجمل الامنيات لك
دعيه يجمع اكفانه فى سلام
دعيه يضعك فى عقله وقلبه دون أن يضطر الى أن يخبرك بأنك فى قلبه
وأنك الأبنة التى لم تولد من صلبه
دعيه يذكر كم مره سمع ضحتك وتصور انك تضحكيها لمن يستحق
دعيه يغادر وهو واثق انك ملحمة رائعه
لكنها ميلودراميه اكثر من الياذة هوميروس

استاذي الكبير عادل امين
ووالدي الرائع
ايها الرجل المميز
رسالتك جميلة رغم مابها من الم
ونصيحة غالية من رجل غالي
لعزيزة تراه رائعا وتنتظر نصائحه
ورسائله الابوية
دمت ودام قلمك الرحيم
ايها المبدع
تحياتي ومودتي وسلامي اليك

دامت ابوّتك لابنائك وحنّيتك لاحبابك
نسأل الله ان يحفظك ويدّيك الصحة والعافية
ايها الاب الرائع...الصديق الصّادق...الاخ المحب
باختصار ايها الحياة لمن حرم ملذّاتها...
طوبى لكل من اعترضت طريق حياته
الله يعطيك الصحة والعافية
استاذ عادل امين الغالي

سيدى الفاضل

شأت الاقدار الحتميه أن تجمعنا انا وانت على خط تماس واحد لحدود العقلانيه مره ومره اخرى

للاحدود فى امتلاك الاعصاب والتحكم الذاتى بالعواطف القلبيه والعقليه وهذه بالذات هى نقطه اختلافى معك دائمآ

فكم من المرات وصفتنى بالمستفز نظرآ لاستمتاعى وانا اخالف كل قواعد الرحمه والشفقه على حبيبآ ورفيقآ ومعشوقآ....

سيدى لن ابالغ ان قلت لك اننى ممن يؤيدون التواء رقبه الاخر حتى آخر انفاسه الورديه فى بقاء علاقه هى اقرب الى الحقيقه

منها الى الخيال ....

سيدى اذا حاولنا ان نخرج مره بسهوله فسوف نعتاد على ذلك الخروج مرات ومرات وسيصبح الخروج هو الخروج الامن

السلمى بدون خوض معارك وبدون اصابات

سيدى اين متعه التجربه فى مستقبل ملئ بالمعارك ولن يخلوا من هزات وزلازل القلوب والمشاعر

لن ادع احدا يلملم لى اكفانى ولن اترك لاحد ان يختار لى مدفنى فهى معركتى ولها انا بالمرصاد

استفززتنى وأجبرت تلميذك على الرد

شكرآ استاذى